18 سمة من سمات التوحد




 18 سمة من سمات التوحد يجب أن تنطبق 8 منها على الأقل حتى يشك بوجود إصابة توحد لدى الطفل وهذه السمات هى:


- عدم المناغاة فالطفل لا يصدر أصوات المناغاة مثل غيره من الأطفال.
- يتفادى التواصل البصرى مع الآخرين، بحيث لا ينظر فى عينى من يكلمه.
- لا يحب أن يحتضنه أو يحمله أحد.
- يحب الروتين ويصر على تكرار السلوك ويرفض التغيير فى البيئة.
- لا يهتم بمن حوله، ويتجاهل كل المحيطين به.
- يظهر حركات نمطية متكررة مثل: هز الجسم أو الرأس، ورفرفة الأصابع أو اليدين.
- يعانى استجابات حسية غير طبيعية فلا يشعر بالألم أو الحرارة.
- لا يحس بالخطر ولا يخاف منه.
- يتعلق بشكل غير طبيعى بالأشياء.
- يظهر نوبات من غضب وقلق وأحيانًا بكاء دون سبب منطقي.
- يضحك ويقهقه دون أى سبب.
- لا يستجيب للإيماءات اللفظية ويتصرف وكأنه لا يسمع.
- يكرر كلام الآخرين والعبارات التى يسمعها بشكل تسجيلى.
- تخلو طريقة لعبه من الخيال والإبداع، ويظل يلعب لفترة طويلة.
- يصعب عليه فهم انفعالات وعواطف الآخرين ولا يتجاوب مع ابتساماتهم.
- يصعب عليه التعبير عن احتياجاته ويستخدم الإشارة أو الإيماءات للتعبير عن الكلمات.
- يفضل البقاء وحيدًا ولا يحب اللعب مع الآخرين.
- يعانى فرط حركة ونشاطا زائدا أو خمولا بدنيا واضحا ومبالغا فيه.

كيف تتعامل مع مريض التوحد

كيف تتعامل مع مريض التوحد
كيف تتعامل مع مريض التوحد


تحاول محاولات التدخل التعليمية مساعدة الأطفال ليس فقط بمجرد تعلم المواد الأكاديمية واكتساب مهارات الاستعداد التقليدية، ولكن أيضًا لتحسين الاتصال والتلقائية الوظيفية وتعزيز المهارات الاجتماعية مثل الاهتمام المشترك، واكتساب المهارات المعرفية مثل اللعب الرمزي، والحد من السلوك المضطرب وتعميم المهارات المكتسبة من خلال تطبيقها على مواقف جديدة. وقد تطورت العديد من البرامج النموذجية، والتي غالبا ما تكون متداخلة في الواقع وتشترك في العديد من السمات، بما في ذلك:

التدخل المبكر الذي لا ينتظر تشخيص محددًا؛
التدخل المكثف، الذي لا يقل عن 25 ساعة في الأسبوع، و12 شهرًا في السنة؛
انخفاض أعداد الطلاب بالنسبة لعدد المعلمين؛
مشاركة الأسرة، بما في ذلك تدريب الآباء؛
التفاعل مع الحالات المماثلة أو المتطابقة عصبيًا؛
الهيكل الذي يتضمن روتين متوقع وحدود جسدية واضحة من شأنها الحد من عملية شرود الذهن، والمقاييس المستمرة للتدخل المخطط المنهجي، الذي يؤدي إلى الضبط حسب الحاجة.

هناك عدة طرق متاحة لمحاولات التدخل التربوية، كما هو مبين أدناه. يمكن أن يحدث التدخل في المنزل أو في المدرسة، أو في مركز مخصص لعلاج مرض التوحد، ويمكن أن يتم ذلك من قبل الآباء والمعلمين والمتخصصين في علاج أمراض النطق واللغة والمتخصصين في العلاج المهني.  حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2007 أن مضاعفة البرنامج القائم على المركز مع الزيارات المنزلية الأسبوعية من قبل مُعلم التربية الخاصة أدت إلى تحسين التطور والسلوك المعرفيين. 

تعاني الدراسات المعنية بحالات التدخل من مشاكل منهجية تَحول دون التوصل إلى استنتاجات محددة حول مدى الفعالية. وعلى الرغم من وجود دلائل إيجابية في العديد من حالات التدخل النفسية الاجتماعية التي تُرجح أن بعض أنواع العلاج أفضل من عدم العلاج على الإطلاق، فإن الجودة المنهجية لـ المراجعات النظامية الخاصة بهذه الدراسات لم تكن على المستوى المطلوب بوجه عام، وكانت نتائجها السريرية مؤقتة ولم يكن هناك أدلة واضحة عن الفعالية النسبية لخيارات العلاج.

 وتؤثر المخاوف بشأن مقاييس النتائج، مثل استخدامها المتناقض، تؤثر بشدة في كيفية تفسير نتائج الدراسات العلمية.

 وقد أظهرت دراسة أُجريت في مينيسوتا عام 2009 أن الآباء يتبعون في كثير من الأحيان توصيات العلاج السلوكي بدرجة أقل من اتباعهم التوصيات الطبية وأنهم ملتزمون في كثير من الأحيان بالتوصيات الخاصة بالتعزيز أكثر من التوصيات الخاصة بالعقاب. 
ومن الممكن أن تقوم برامج التربية الخاصة المستمرة والمكثفة والعلاج السلوكي المبكر بمساعدة الأطفال في اكتساب مهارات الرعاية الذاتية والاجتماعية والوظيفية،  وغالبًا ما تسهم في تحسين الأداء والحد من الأعراض الخطيرة والسلوكيات غير القادرة على التأقلم،  ولم يتم حتى الآن إثبات صحة النظريات التي تشير إلى أن التدخل في سن الثلاث سنوات تقريبًا يعد أمرًا حتميًا.
وفي إطار الامتثال لتوصيات الجمعية الدولية لمناقشة أمور التعليم في الولايات المتحدة، طُلب من المدارس الحكومية تعيين موظفين حاصلين على مؤهلات عليا. لذا ينبغي أن يكون اختصاصي التوحد المعتمد حاصلاً على درجة الماجستير، ويتمتع بخبرة عملية لا تقل عن عامين في العمل مع المواطنين المصابين بالتوحد وأن يعمل لمدة 14 ساعة تربوية متواصلة مع المصابين بمرض التوحد كل عامين وأن يكون مسجلاً لدى المعهد الدولي للتعليم.

التوحد والإعاقات النمائية


التوحد والإعاقات النمائية
التوحد والإعاقات النمائية


تطور مفهوم الإعاقات النمائية:


ظهر مفهوم الإعاقات النمائية كنتيجة لمروره بمراحل كثيرة ومسميات عديدة كان لها تأثير كبير في رسم ملامح الصورة الحالية للمفهوم . ففي المجتمعات القديمة كانت تتعرض تلك الفئة للمهانة والازدراء والاضطهاد الذي يصل إلى حد الهلاك، حيث كانت تقدر قيمة الفرد بما يعمل وبقدر صلاحيته لأداء هذا العمل ، فكان وجودهم خسارة للمجتمع لأنه يضعف من قوته ، لذا كان أفلاطون يرى أن نفي هؤلاء الأشخاص خارج البلاد هو الحل الأصلح معهم ، بل كان يرى أن السماح لهم بالتناسل يؤدي لإضعاف الدولة في جمهوريته الفاضلة .
وفي أسبرطة وفي الدولة الرومانية فكان القانون ينص على التخلص من هؤلاء الأفراد وطردهم خارج البلاد أو إلقائهم في النهر . وكانت مصر القديمة من أولى الدول التي اهتمت بالفئات الخاصة ، حيث يؤرخ أول مصدر مكتوب عن التخلف العقلي لعام 1552 قبل الميلاد وهو بردية طيبة العلاجية في مصر القديمة . ( عبد المجيد عبد الرحيم ولطفي بركات ، 1979، 90-95 ) .
ثم تأثرت العصور الوسطى بظهور المسيحية وعدد من المصلحين الاجتماعيين، فزاد الاهتمام بتلك الفئة وخصصت أماكن لإقامتهم . وجاء الإسلام فدعا إلى الرفق بهم وعدم إرهاقهم والتمس لهم العذر فيما يفعلونه وأُنشىء في عهد عمر بن الخطاب ديواناً يقدم المساعدات للمستحقين منهم . 
( كمال مرسي ، د.ت ، 149 )
وفي العصور الحديثة تزايد الاهتمام بهم وكرس بعض الباحثين جهودهم لدراسة هذه الاضطرابات والكشف عن ماهيتها ، بدءاً من كرابلين الذي وصف وصنف اضطراب الفصام ، ومروراً بالعالم الألماني دي سانيكس الذي ناقش مختلف مظاهر فصام الطفولة والفرق بينها وبين الاضطرابات النفسية الشديدة في مرحلة الطفولة ، ثم العالم الألماني هيللر الذي وصف متلازمة من الأعراض أطلق عليها "متلازمة هيللر ".
وفي عام 1943 قدم ليو كانر ورقة بحث وصف فيها اضطراباً يتميز بعدة سمات تختلف عما كان معروفاً من متلازمات في ذلك الوقت ، وأطلق عليها " اضطراب التوحد "
( عبد العزيز الشخص ، زيدان أحمد السرطاوي ، 1999، ص ص 378-384)

ولم يتم الاعتراف به كفئة تشخيصية إلا بعد أربعة وثلاثين عاماً عندما ظهر في الطبعة التاسعة من الدليل العالمي لتصنيف الأمراض (ICD-9) الذي تصدره منظمة الصحة العالمية (WHO) ، وفي عام 1980 ظهر مصطلح " التوحـد " في الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية والعقلية (DSM III ) ، كما استخدم مصطلح " الاضطرابات النمائية الشاملة " منذ ذلك الحين ليكون مظلة لوصف مجموعة من الحالات تجمعها عوامل مشتركة ، وليس وصفاً تشخيصاً - وإن كان بينها اختلافات - وعادة ما تظهر في حوالي السنة الثالثة من العمر ، ويجمع بينها العوامل المشتركة التالية :
o نقص في التفاعل والتواصل الاجتماعي
o نقص القدرات الإبداعية
o نقص في التواصل اللغوي وغير اللغوي
o وجود نسبة ضئيلة من النشاطات والاهتمامات التي عادة ما تكون نشاطات نمطية مكررة.( Autism Society of America , 1997 ) 

وبدأ في الظهور في الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية والعقلية (DSM IV ) وأصبحت هذه الفئة تضم كلا من الاضطرابات النمائية التالية :
o اضطراب التوحد .
o اضطراب اسبرجر .
o اضطراب ريت .
o اضطراب الطفولة التحللي أوالتفككي .
o اضطرابات الطفولة غير المحددة .
(National Dissemination Center for Children with Disabilities, 2003 ) 

تعريف الإعاقات النمائية :

يشير مصطلح الإعاقات النمائية إلى ظهور التأخر النمائي لدى الطفل خلال أول عامين من عمره في مجالين أو أكثر من مجالات النمو ، ويستخدم في ذلك القياس النفسي والمحك الاكلينيكي ، ويعتبر حصول الطفل على درجات تتراوح ما بين انحراف معياري واحد إلى انحرافين معياريين دون المتوسط دليلاً على وجود تأخر نمائي لدى الطفل .
( محمد عبد الرازق هويدي ، 1997 ، 197 )

مدخل لمفهوم الكروموسومات و الجينات :الخـلية :

اكتشفها روبرت هوك منذ ما يزيد على ثلاثمائة عام ، والخلية هي الوحدة الأساسية التي يتكون منها الجسد ، وتتكون من البروتين الذي نحصل عليه من الغذاء اليومي بعد أن تهضمه المعدة ويتحلل إلى أحماض أمينيه.ونظراً لأن جميع خلايا الجسم تتجدد باستمرار - ماعدا الخلايا العصبية - فإن الجسم يقوم بإنتاج خلايا جديدة لتعويض النقص . وهناك أنواع متعددة من الخلايا منها الخلايا الجلدية ، والخلايا العصبية ، والخلايا العضلية ، والخلايا الجنسية ( البويضة والحيوان المنوي )إلى أخر أنواع الخلايا

تخصص الخلية :

إن كل خلية من خلايا الجسم تتشابه في التركيب وفي نفس عدد الكروموسومات و نفس المعلومات الوراثية. أي أن كل خلية لديها القدرة لإنتاج جميع البروتينات من غير استثناء، وعلى الرغم من لا تقوم كل خلية بإنتاج جميع البروتينات ، ليس لأنها لا تستطيع ولكن لأنها لا تحتاج جميع البروتينات، فتبعاً لتخصص الخلية ومكانها في الجسم فإنها تنتج المواد التي تحتاجها ، أما بقية المواد الأخرى فلا تقوم بتصنيعها. فمثلا خلايا الكبد تنتج فقط المواد التي تحتاجها وكذلك خلايا المخ تقوم بإنتاج المواد التي تحتاجها خلايا المخ فقط ، حتى وان كان لديها القدرة على إنتاج جميع المواد. فلكل عضو وظيفة خاصة به ، فالكبد لها وظيفة معينة والعين لها وظيفة معينه وكذلك لبقية الأعضاء. 

النواة :

عبارة عن تكوين مرن سهل التشكل يتوسط الخلية، داخل النواة سائل مليء بحبيبات تنتظم في شكل ذراعين وساقين مرتبطان من الوسط ، تسمى هذه الأجسام كروموسومات 

الكروموسومات

وهي أجسام صغيرة جداً تشبه الخيط توجد داخل الخلية ، وعن طريقها تتحدد بعض السمات مثل لون العينين والشعر ولون الجلد ، وتعد مسئولة عن النظام الكيميائي بالجسم ، فهي تحمل التعليمات الكاملة لخلق الإنسان.
وعدد الكروموسومات في كل خلية من خلايا الجسم (46)كروموسوم .وهذه الكروموسومات عبارة عن (23) زوج.كل زوج منها عبارة عن كروموسومين متشابهين بشكل كبير، واحد من هذه الكروموسومات انتقل إلينا من الأب ، والآخر من الأم . وكل زوج من هذه الأزواج المتطابقة يعطيه الأطباء رقما يميزه عن الآخر ابتداء برقم واحد للزوج الأول إلى الزوج الأخير رقم 23. 
ونظراً لتشابه هذه الكروموسومات يقوم أخصائي المختبر بصبغها بمادة كيمائية . هذه الصبغة تقوم بتلوين الكروموسومات وتجعلها مخططه أفقيا بالون الأبيض والأسود . كل خط ( أبيض أو أسود ) يسمى مقطع أو شريحة (BAND) 

(VirginiaP.,&Carol,C.,2000) 

الزوج الثالث والعشرين له خاصية مهمة من ناحية تحديد الجنس(الذكورة والأنوثة) لذلك يطلق عليه الأطباء الزوج الجنسي، وفي المقابل يطلق على بقية الأزواج من الزوج الأول إلى اثنان وعشرين الأزواج غير الجنسية وذلك تميزا لها . 
ويختلف الزوج الجنسي الذكور والإناث . فالكروموسومين الجنسين-في الزوج الجنسي عند الإناث تقريبا متطابقين(أي متشابهين بدرجة عالية في الشكل والطول) وكل واحد منهما يرمز إليه بالحرف الإنجليزي X .بينما الكروموسومين في الزوج الجنسي لدى الذكور مختلفين فواحد منهما يرمز له بالحرف الإنجليزي X (وهو يشبه كروموسوم X لدى الإناث) بينما الآخر مختلف فهو أقصر بكثير من كروموسوم X ويرمز إليه بالحرف الإنجليزي (Y). 

DNA و الجينات والبروتينات 

عند فحص الكروموسوم الواحد ِوجد أنه يحتوي على تجمعات من جزيئات كيماوية بروتينية ، كل جزيء يشبه السلم الحلزوني ، وحيث أن مادته هي Deoxyribonucleic Acid ، وهو الحمض النووي المؤكسد ، فقد سُميَ بـ DNA اختصاراً من الأحرف الأولى لإسمه . 
والـ DNA يحتوي على حبات مصفوفة على طوله تسمى جينات (مفرد جين ) يوجد مائة ألف جين موزع على الـستة وأربعين كروموسوم 
وتحتوي هذه الجينات على التعليمات الكاملة لتحضير جميع البروتينات بأنواعها. والتي هي المواد الأساسية لبناء الخلية ولاستمرارها في العمل. في كل خلية من خلايا الجسم نسختين من كل جين، واحدة منها موجودة على الكروموسوم الذي المنقول من الأم ، والجين الآخر موجود على الكروموسوم المنقول من الأب ،ولكل جين مكانه الخاص والمحدد على طول الكروموسوم
Institute of Human Genetics,2004 )

الأسباب الجينية للاضطرابات النمائية 

تحدث الاضطرابات النمائية الناتجة عن عوامل جينية إما بسبب وجود خلل في الكروموسوم الموجود عليه الجين ، وإما بسبب حدوث خلل في الجين نفسه ، وينتج ذلك من أخطاء تحدث عند نمو البويضة أو الحيوان المنوي ، فقد يحدث هذا الخطأ قبل بدء الحمل ،وقد يحدث أثناء عملية انقسام الخلية حيث تنفصل البويضة أو الحيوان المنوي ومعه كروموسومات قليلة أو كثيرة ، وعندما تلتحم الخلية التي تحمل عدد خاطيء من الكروموسومات مع بويضة أو حيوان منوي طبيعي، ينتج عنه جنين لديه خلل في الكروموسومات ، ويطلق على الاضطراب الكروموسومي بشكل عام تريزومي Trisomy . 
وفي بعض الحالات التي يحمل فيها الطفل الجنين عدد خاطيء من الكروموسومات لا يستمر الطفل على قيد الحياة ، وقد يحدث إجهاض للطفل - تبلغ حالات الإجهاض التي تحدث بسبب الاضطراب الكروموسومي حوالي من 70% حالات الإجهاض .
وتسمى الاضطرابات التي تحدث للجينات بإسم " طفرة " Mutation وتحدث عند وجود أي خلل في ترتيب الأحماض النووية على ذراع الكروموسوم ، ويتم هذا الخلل على النحو التالي :

كل جين يصنع بروتين مختلفاً عن البروتين الذي يصنعه الجين الآخر ،لذلك على الخلية قراءة ما بداخل الجين لكي تصنع البروتين المناسب . إن خطوات تحضير البروتين من الجين تتم عن طريق لغة خاصة بها تسمى الشفرة الوراثية ،والتي هي عبارة عن الأحماض النووية التي تُرص جنباً إلى جنب على ذراع الكروموسوم. 
وتختلف أنواع البروتينات عن بعضها البعض باختلاف ترتيب هذه الأحماض النووية ، لذلك فإن أي خلل في هذا الترتيب يؤدي لخلل في تكوين البروتين ، ويسمى هذا الخلل بالطفرة . وقد تحدث الطفرة في داخل خلية واحدة من الجسم وقد تكون في جميع الخلايا . وعند وجودها في جميع الخلايا فإنها توحي أنها قد حدثت في وقت مبكر من العمر-عندما كان عدد الخلايا في الجسم قليلة- أو قد تكون الطفرة موجودة في البويضة أو الحيوان المنوي ، لذلك فمن الممكن أن يرث الطفل الطفرة من والديه ، ومن الممكن أن تحدث طفرات جديدة في الخلايا ولم تكن موجودة عند الوالدين لأنها قد تحدث بعد تكوين الجنين . لذا فالطفرات قد تكون موروثة ( من أحد الوالدين ) أو غير موروثة .
وعلى الرغم من ذلك فإن بعض من هذه الطفرات لا يسبب مشكلات أو اضطرابات للفرد ، وتكون الطفرة غير ضارة إذا حدثت الطفرة خارج حدود الجين .أي لم تحدث في الجين نفسه ولكن حدثت بجانبه في المكان الفاصل بين الجينات، أو إذا حدثت الطفرة داخل حدود الجين ولكنها حدثت فقط في نسخة واحدة من الجين ولم يصب الجين الآخر بأي عطب.

هذه قاعدة عامة ولكن هناك عدة استثناءات للحالة الثانية وفيها تكون الطفرة مؤذيه حتى وإن كانت موجودة في نسخة واحدة من الجين ،ومن هذه الاستثناءات: 
1- عندما ينتج الجين المعطوب(المصاب بطفرة) بروتين غير طبيعي ( معطوب ) فيفسد هذا البروتين ،البروتين الطبيعي الموجود في الخلية والذي ينتجه الجين السليم .
2 - عندما تكون الكمية التي ينتجها الجين السليم لا تكفي في سد النقص الحادث من عطب في الجين الثاني ، فتكون الكمية في داخل الخلية ناقصة،وهنا يحدث الاضطراب.
3 - قد تؤثر الطفرة على الجين بشكل عكسي ،فبدلاً من أن تقل الكمية التي ينتجها الجين المصاب بالطفرة يحدث العكس ووتزيد الكمية المنتجة و المسموح به داخل الخلية وهذه الزيادة تؤذي الخلية و تسبب الاضطراب.

أشكال الاضطرابات الجينية :

يمكن أن يحدث الاضطراب في الجين بأشكال كثيرة ، من بين هذه الأشكال نذكر منها ما يلي: 
o الحذف: deletion
وهو عبارة عن حذف جزء من كروموسوم أو عدة كروموسومات ، ويحدث في أي كروموسوم وفي أي مقطع ، كما يحدث في أي جزء من الكروموسوم .ويسبب هذا الحذف صدع للكروموسوم ، أو ينتهي عنده الكروموسوم ،أي ينتهي الكروموسوم عند الجزء الذي تم فيه الحذف .
ويتوقف تأثير الحذف على حجم الجزء المفقود من الكروموسوم وأي الجينات فقدت وفي أي قطاع .وعلى أية حال يكون الحذف من أكثر الاضطرابات الجينية تأثيراً على الفرد .
أن الجزء المرسوم بين المستطيل في الكروموسوم على اليسار قد فُقد من الكروموسوم نظيره على اليمين 

o التغيير : Translocation

يحدث أثناء الانقسام الميوزي ، وفيه يتم كسر في أحد الكروموسومات وينضم جزء منه إلى كروموسوم آخر ، وهو في بعض الأحيان قد لا يسبب للفرد أية مشكلات لكنه قد يسبب مشكلات لأولاده وهو ما يعرف بـ Translocation balanced .

o الإضافة أو النسخ: Duplication

وفيه يتم نسخ أو إضافة جزء من الكروموسوم ، حيث يحمل الفرد ثلاث نسخ بدلا من نسختين ، وعليه يكون لدى الجين نسخة زائدة من التعليمات ، مما يسبب الاضطرابات لدى الطفل 

o الانقلاب أو الشقلبه: 

يتكون الانقلاب من منطقتين معطوبتين في كروموسوم واحد ، والمساحة الواقعة بين هذين الممساحتين يتم قلبها أو عكسها ( أي تدور حول نفسها ) ليعيد الانضمام لجسم الكروموسوم من بداية خروجه منه ، وإذا كان الانقلاب هذا في وسط الكروموسوم سُمي ( الانقلاب المركزي )، أما إذا كان غير ذلك سُمي انقلاب غير مركزي .
Genetic Information and Patient Service, 2002)) (Genetic Science Learning Center ,2003) 



نماذج لبعض الاضطرابات النمائية الناتجة عن الاضطراب الجيني
أولاً---- الاضطرابات الناتجة عن شذوذ في الكروموسومات العامة :


التوحـــــــد: Autism 

تعد إعاقة التوحـد أو الأوتيزم من أكثر الإعاقات صعوبة وشدة ، وذلك من حيث تأثيرها على سلوك الفرد الذي يعانى منها وقابليته للتعلم أو التطبيع أو التدريب أو الإعداد المهني أو تحقيق قدر مناسب من التعلم ، أو درجة مناسبة من الاستقلال الاجتماعي و الاقتصادي ، أو القدرة على حماية الذات إلا بدرجة محدودة ولعدد محدود من الأطفال . كما أنه يعوق قدرات الفرد بصفة حادة ، وخاصة فى مجالات اللغة والعلاقات الاجتماعية والاتصال.
ويرجع الفضل فى اكتشاف هذه الإعاقة إلى العالم ليوكانر Leo kanner ، الذي كان أحد أساتذة الطب النفسي بجامعة هارفارد ، حيث كان يقوم بفحص مجموعات من الأطفال المتخلفين عقليا بالولايات المتحدة الأمريكية ولفت انتباهه أنماط سلوكية غير عاديه لأحد عشر طفلا كانوا مصنفين على أنهم متخلفون عقلياً ، فقد كان سلوكهم يتميز بما أطلق عليه مصطلح التوحد الطفولي المبكر Early infantile autism ، حيث لاحظ أن تفكيرهم يتميز بالاجترار الذي تحكمه الذات وحاجات النفس ، وأنهم بعيدون عن الواقعية وعن كل ما حولهم من ظواهر أو أحداث أو أفراد حتى ولو كانوا أبويه او إخوته ، فهم دائمو الانطواء والعزلة ولا يتجاوبون مع أي مثير بيئي في المحيط الذي يعيشون فيه ، كما لو كانت حواسهم الخمس قد توقفت عن توصيل أي من المثيرات الخارجية إلى داخلهم التي أصبحت في حالة انغلاق تام ، وبحيث يصبح هناك استحالة لتكوين علاقة مع أي ممن حولهم كما يفعل غيرهم من الأطفال وحتى المتخلفون عقليا منهم ، كما وصفهم كانر أيضا بأنهم لم يرتقوا بصورة سويه في علاقاتهم بالآخرين ، حيث كانت قدرتهم اللغوية محدودة للغاية ولديهم رغبات قهرية في ممارسة نفس السلوك مرات عديدة.(عمر بن الخطاب ، 1997 ، 25) ، (عثمان لبيب فراج ، 1994 ، 3) وأنهم مستغرقون في ذواتهم ولديهم مشكلات حادة في المهارات الاجتماعية والسلوكية وفى الاتصال . 
( Department of developmental services , 1999,)
وعلى الرغم من أن هذا العالم قد قام برصد دقيق لخصائص هذه الفئة من الأطفال وتصنيفهم على أنهم فئة خاصة من حيث نوعية الإعاقة وأعراضها التي تميزها عن غيرها من الإعاقات فى عقد الأربعينيات ، إلا أن الاعتراف بها كفئة يطلق عليها مصطلح Autism أو التوحد أو الاجترار في اللغة العربية لم يتم إلا مؤخرا ، حيث كانت تشخص حالات هذه الفئة على أنها نوع من الفصام الطفولى Infantile schizophrenia وذلك وفق ما ورد فى الدليل التشخيصي الإحصائي للأمراض العقلية الطبعة الثانية (DSM.2) ، ولم يتم الاعتراف بخطأ هذا التصنيف إلا عام 1980 ، حينما نشرت الطبعة الثالثة المعدلة ( DSM.3R) ، والتي فرقت بوضوح بين الفصام وبين التوحد ، وأصبح الاتفاق مؤكدا على أن التوحد أحد اضطرابات نمو المخ مثل عسر القراءة ، والتخلف العقلي وإضطرابات الانتباه ، وهو لا يعد أحد أشكال التخلف العقلي ( Autism network international ,1997,) ، كما أنه ليس مرضاً معدياً . 
(Derendu,.S.,1998,) 

خصائص الأطفال المصابين بالتوحد:-

1- ينحني بظهره في الطفولة ليتجنب الاتصال بالآخرين .
2- غالبا ما يوصف بأنه سلبي أو متهيج.
3- صعوبات في الاتصال اللفظي وغير اللفظي مع بطء أو انعدام اللغة ، مع استعمال غير ملائم للكلمات.
4- صعوبات في الأنشطة الاجتماعية وفى أنشطة اللعب.
5- استهلاك كبير للوقت بمفرده بعيدا عن الآخرين .
6- أدنى اتصال بالعين مع الآخرين .
7- اضطراب حسي ، حيث يبدو أكثر حساسية للمس أو أقل حساسية للألم .
8- أنشطة شاذة للعب حيث ينقصه اللعب التخيلي وتقليد حركات الآخرين .
9- أنماط من السلوك الشاذ مثل حركات متكررة للجسم (مثل هز اليد أو التصفيق) والإصرار على تكرار العادات .
10- نوبات غضب وعدوان .
11- ارتفاع هرمون السيروتونين في الدم والسائل الشوكي .
12- اختلال وظيفي في جهاز المناعة .
13- الضعف في إدراك أفكار الآخرين ووجهة نظرهم .
14- إمكانية وجود مهارات أو قدرات عالية .
15- ضيق مجال الانتباه والتركيز .
16- شذوذ في شكل الدماغ أو المخ .
17- انخفاض قلق الاتصال لديه .
18- لا يستطيع أن يتحدث عندما يريد ذلك .
19- لا يستطيع أن يقوم بالمعالجة والتعامل الدقيق للأشياء باليد .
( السيد الخميسي ، 2002 ) (Autism society of America , 2000)
(Goodgive, J.,2000, 4) 

دور العوامل الجينية في الإصابة بالتوحد :

رغم العقود الستة الماضية منذ اكتشاف التوحد ، ورغم العديد من البحوث التي أُجريت منذ الخمسينيات - ولا زالت تجرى حتى الآن - والتي تشعبت لمجالات العلوم المختلفة ، لم تستطع كل هذه الجهود البحثية الكشف عن العامل أو العوامل الرئيسية المسببة للتوحد . حتى إن كل ما نستطيع قوله الآن فيما يتعلق بأسباب التوحد هو ضرب من محاولات واجتهادات من قِبل بعض الباحثين أو الجهات البحثية العاملة بالمجال .
وما ينطبق على أسباب التوحد ينطبق بالطبع على الأسباب الجينية للتوحد ، إذ أن البحوث والدراسات التي أُجريت عن التوحد مازالت إلى الآن لما تتوصل إلى السبب المباشر المؤدي للتوحد ، وأن النتائج التي تمت لم تتعرف الجين المسبب للتوحد، وهل هو جين واحد أم عدة جينات ؟ وهل هذه الجينات توجد في كروموسوم واحد أم تتجمع في عدة كروموسومات ؟ 
كل هذه التساؤلات ما زالت البحوث لم تستطع الإجابة عليها حتى الآن ، وعلى الرغم من ذلك فقد استطاعت تلك الجهود التوصل لنتائج ذات أهمية بالغة،ويمكن تلخيص هذه النتائج على النحو التالي :
o أنَّ للوراثة والجينات دوراً كعامل مسبب للتوحد ، ولكن لم يتم التعرف عن طبيعة هذا الدور ، هل هو مباشر نتيجة دور معين ؟ أم أنه نتيجة تأثير غير مباشر ؟ 
( عثمان لبيب فراج ، 2003 ،2) (Rimland,B.,1999) ( Rimland,B.,1998) 
o يعتمد الباحثون في دراساتهم عن العوامل الجينية على دراسة التوائم والأسر التي تنتشر فيها الإصابة بالتوحد وعلى الفحوص والتحاليل الوراثية ،وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على أسر الأطفال المصابين بالتوحد أن من 2 : 9 % من الأطفال المصابين بالتوحد لهم إخوة مصابون بالتوحد .
وفى دراسة للتعرف على تأثير الجينات الوراثية في حدوث التوحد ، تم فحص مجموعة من التوائم ، بعضهم متشابه والآخر غير متشابه (متشابه أي الأخوين مصابان بالتوحد ، وغير متشابه (بمعنى وجود أخ واحد فقط مصاب بالتوحد) ، وتم تحديد ما إذا كانا متماثلين عن طريق تحليلات الدم .
كما تم التشخيص دون أن يعرف القائم بتشخيص التوحد أن هؤلاء الأطفال إخوة أو أنهم متماثلان أو غير متماثلان ، وقد بلغت نسبة الاتفاق في حوالي 21 زوج من التوائم وكانت النسبة 36 % من العينة الكلية .(Sue,D.,et al,1997,474) .
o هناك عدد محدود من حالات التوحد كان السبب فيها جين مفرد وهي حالات التصلب الدرني ، وحالات PKU التي لم تعالج ، وحالات كروموسوم X الهش ، وهي جميعاً حالات مسببة لكل من التخلف العقلي والتوحد . ( Katharine, E., 2004)

متلازمة داون :

وكان يطلق عليها في الماضي ( المنغولية ) ، وسميت بهذا الإسم نسبة إلى لانجدون داون الذي لاحظ أن وجوه بعض المتخلفين عقلياً تمكننا من تقسيمهم إلى أربعة مجموعات عنصرية هي :المنغوليون ، والإثيوبيون ، والقوقازيون ، والهنود الأمريكيون ، وتحدث متلازمة داون نتيجة لوجود كروموسوم زائد لدى هؤلاء الأطفال .
( Mary , P.,1990 , 223) 

أنماط الشذوذ الكروموسومي في حالات متلازمة داون :

يوجد ثلاثة أنماط رئيسة من الشذوذ الكروموسومي لحالات داون وهي :
أن الغالبية العظمى من أطفال داون ( حوالي 95%) يكون بها كروموسوم إضافي في الزوج رقم (21) ، إذ يحملون 47 كروموسوم بدلاً من 46 في الطفل العادي ، وهو ما يعرف بالتكوين الثلاثي للأوتوسوم .
أن النمط الثاني يسمى بالمتحول أو المنتقل Translocated ، حيث يكون الكروموسوم الزائد منتقل إلى كروموسوم آخر ، وعادة ما يكون الكروموسوم 14 ، 21 ،22 ، وتوجد هذه الحالات فيما بين 3 : 4% من أفراد متلازمة داون .
( فاروق صادق ،2000، 19-20)
3 ) أما النمط الثالث فيسمى النمط الفسيفسائي أو متعدد الخلايا أو الموزايك Mosic Down Syndrome ، وهو من الأنماط النادرة لحالات داون ، ويكون لدي الطفل المصاب في العادة نوعان من الخلايا، نوع يحمل 47 كروموسوم (الكروموسوم الزائد هو نسخة ثالثة من كروموسوم 21) والخلايا الأخرى تحمل 46 كروموسوم (أي خلايا طبيعية) .
ويحدث ذلك بطرق مختلفة تسبب تعدد الخلايا في الشخص وهي : 
البويضة الملقحة بها ثلاث نسخ من كروموسوم21 ،و لكن أثناء الانقسامات التالية فقدت إحدى الخلايا النسخة الزائدة فأصبح عدد الكروموسومات فيها 46 كروموسوم ونتج من هذا الخلية عدة خلايا ،فأصبح الشخص في النهاية لدية نوعان من الخلايا نوع فيه عدد طبيعي والنوع الأخر فيه 47 كروموسوم . 
الطريقة الأخرى هي عكس الطريقة الأولى فالبويضة الملقحة كان فيها 46 كروموسوم ولكن بعد عدة انقسامات أصبحت إحدى الخلايا فيها 47 كروموسوم(بزيادة نسخة أخرى من كروموسوم 21).فالخلايا التي نشأت من خلية الأولى سوف يكون بها 46 كروموسوم ،بينما الخلايا الأخرى يصبح بها 47 كروموسوم . 
Jackson, C., 2001))

خصائص الأطفال المصابين بمتلازمة داون :

o التخلف العقلي الشديد أو المتوسط وأحياناً البسيط .
o غالباً مايوجد تأخر في النطق .
o النمو الاجتماعي أسرع من النمو العقلي ، لذا غالباً ما يتصفون بالاجتماعية .
o ضعف في نمو الجهاز الحركي مع ضعف عام بالعضلات .
o العين بيضاوية مائلة لأعلى .
o الميل للسمنة .
o ميل العظام للين والأطراف للبرودة والزرقة .
o غالباً ما يصاب بالفتق السُري .
o اللسان به شقوق عميقة ويميل للخروج خارج الفم .
o مؤخرة الرأس على خط واحد مع العنق لعدم وجود العظم القذالي .
o الجلد أبيض جاف بعد فترة من الرضاعة .
o الأصابع قصيرة ومنتشرة للخارج .
o القامة قصيرة والبطن بارزة .
o عدم أو ضعف في نمو الأعضاء التناسلية .
o يموت 2% منهم قبل الولادة أو أثناءها، بينما يموت من 40 :53% منهم خلال السنة الأولى من حياتهم .
o شيوع الإصابة بضعف الجهاز الدوري وأمراض الجهاز التنفسي .
( فاروق صادق ،2000، 18- 33) ( كمال إبراهيم مرسي، ، 1996 ،97)

متلازمة كراي دو شاتCri du chat Syndrome 
تعد متلازمة كراي دو شات من الاضطرابات النادرة ، إذ يقدر عدد المصابين بها ما بين 1 : 25.000 إلي 1 : 50.000 لكل طفل مولود . كما وجد أن الأطفال الإناث أكثر إصابة من الأطفال الذكور ، وتقدر النسبة بين الإناث والذكور 3 : 2 لكل طفل مولود.
وتعرف متلازمة كراي دو شات بعدة أسماء منها :متلازمة 5p السالب ، ومتلازمة , Le Jeune ، ومتلازمة بكاء القطة .
الأسباب الجينية لمتلازمة كراي دو شات : 
تنتج متلازمة كراي دو شات من فقد أو إلغاء أو حذف لجزء هام من المواد الجينية من الذراع القصير لزوج واحد من الكروموسوم 5 ،وقد يحدث هذا الحذف بشكل تلقائي ، دون معرفة السبب الحقيقي لهذا الحذف . 
إن حوالي 80% من الأطفال المصابين بهذه المتلازمة تنتج إصابتهم بسبب حذف لأحد الكروموسومات رقم 5 ، وما بين 10 : 13 % تنتج لوجود خطأ في الكروموسوم 5 لدى أحد الوالدين ، كما أن مابين 7 : 10% تنتج من شذوذ نادر في الكروموسومات .
أي أن متلازمة كراي دو شات تنتج من عمليات متعددة في الجينات داخل كروموسوم 5 ، من هذه العمليات ما يسمى بإبدال غير طبيعي للمكان : Unbalanced Translocation ، حيث يحدث الإبدال حينما تنفصل جزء من الكروموسوم وتلتصق بجزء آخر أو بكروموسوم آخر ، ويكون هذا الإبدال غير مؤثر أو لا يحدث اضطرابات عندما لا يتم فقد أو اكتساب مواد من أو إلى الجينات المنتقلة ، وعندما يحدث هذا الانتقال الطبيعي للأب من المحتمل أن يولد الطفل وهو مصاب بمتلازمة كراي دو شات ، وقد وجد ذلك لدى 10% من الحالات .ومن تلك العمليات أيضاً أن يأخذ الجين شكل الدائرة أو الحلقة Ring وهي من الحالات النادرة ، حيث يفقد الكروموسوم قطعة من كل نهاية من نهايات الجين ، وترتبط هذه النهايات لتكون حلقة .
Cri Du Chat Support Group of Australia, 2001) )

خصائص الأطفال المصابين بمتلازمة كراي دو شات :
تتأثر الخصائص بمكان الحذف وبشدته ، فكلما كان الحذف شديداً كلما كانت الأعراض أكثر حدة ، لذا فالأعراض التالية لا تتوفر في كل الأفراد المصابين بالمتلازمة وإنما في بعضهم فقط نظراً لاختلاف أماكن الحذف .

ومن هذه الأعراض :

o البكاء يشبه صوت القطة ويكون عالياً وحاداً وعلى وتيرة واحدة ، وقد يكون هذا الصوت ناتجاً من ضعف في بنية العضلات أو الأحبال الصوتية ، أو ضعف في الجهاز العصبي .
o معظم الحالات لديها تخلف عقلي يتراوح من البسيط للشديد .
o اضطراب في القدرة اللغوية يتراوح من البسيط للشديد ، وقد دلت الدراسات إلى أن اللغة الاستقبالية لدى هؤلاء الأطفال أفضل من اللغة التعبيرية لديهم ، ويعني ذلك أن قدرتهم على الفهم اللغوي أفضل من قدرتهم على الكلام ، حتى أن بعض الأطفال تنعدم لديهم اللغة تماماً ، لكنهم يستطيعون التواصل -مع الآخرين بطرق متعددة .
o ضعف مدى الانتباه .
o النشاط الزائد لدى بعض الحالات .
o مشكلات سلوكية مثل : الحواز ، والعدوان والإيذاء المتكرر للذات .
o الإصابة بتشوهات القلب لدى بعض الحالات .
o غالبا ً ما يكون وزنهم قليل عند الميلاد ، ويعانون من مشكلات تتصل بالأكل والبلع.
o صغر حجم الرأس واستدارة الوجه والأنف بارز ومنخفض.
o الفم صغير والإصابة بالشفة الأرنبية ( المشقوقة ) في بعض الحالات .
o حول بالعينين ، وتكون متباعدة عن بعضها والزاوية الخارجية لها منسحبة للخارج وإلى أسفل .
o الأذنان في مستوى منخفض عن الطبيعي وبارزتان للخارج.
o ارتفاع سقف الحلق أو وجود شق به .
o الإصابة بضعف العضلات لدى بعض الحالات .
o اضطرابات بالكلى لدى حالات قليلة .
o مشكلات بالهيكل العظمي مثل الخلع الوركي وتشوهات بالقدمين .
o اضطرابات بالأمعاء .
o الإصابة بالإمساك من العام الأول أو الثاني ويستمر طوال العمر ، ومن الممكن التحسن إذا تم التدخل العلاجي .
o الإصابة المتكررة بالتهابات الأذن خاصة في مرحلة الطفولة 
o -سيولة اللعاب لدى كثير من الحالات .
( Sweeney,B., &Klages,P.,2000) (Grady, D.,1998)

متلازمة برادر ويلي :

تم وصف هذا الاضطراب عام 1956 عن طريق ورقة عمل نشرها كل من برادر ويلي و لابهارت في المؤتمر الدولي الثامن لطب الأطفال في كوبنهاجن .وتعد متلازمة برادر ويلي من الاضطرابات الجينية النادرة إذ يقدر حدوثها بحوالي 1 لكل 12.000 : 15.000 ألف طفل مولود ، وفيها تتساوى نسبة الإصابة بين كل من الذكور والإناث .
وتنتج متلازمة برادر ويلي في معظم حالاتها من غياب أو حذف لجين من الذراع الطويل لكروموسوم 15 القادم من الأب ، وفي بعض الأحيان تنتج من حصول الطفل المصاب على نسختين من الكروموسوم 15 من الأم .
( Edelson,S.,1999)

الخصائص الأطفال المصابين بمتلازمة برادرويلي :

o نقص الحركة وهو جنين .
o ضعف العضلات منذ الطفولة ويزيد مع العمر .
o خمول في مرحلة الطفولة مع بكاء ضعيف.
o مشكلات في الأكل ، مثل الارتباط الزائد بطعام معين والأكل الزائد.
o نقص وعدم زيادة في الوزن في مرحلة الطفولة.
o زيادة أو سرعة في الوزن في سن مابين سنة : ست سنوات مع سمنة مفرطة في غياب التدخل العلاجي .
o تخلف عقلي بسيط أو صعوبات تعلم .
o مشكلات جنسية : مثل ضعف الغدد التناسلية وعدم اكتمالها ، تأخر ظهور الأعضاء التناسلية وعلامات البلوغ وتشمل : تأخر نزول الخصيتين وصغر حجم القضيب لدى الذكور ، تأخر نزول الطمث لبعد سن 16أو عدم نزوله لدى الإناث .
o ملامح مميزة للوجه : مثل ، استطالة الجمجمة مع وجه ضيق وعينين ضيقتين وبيضاويتين . ( Spears,S.,2000)

متلازمة أنجلمان :

تعرف متلازمة أنجلمان في بعض الأحيان بمتلازمة الدمية السعيدة Happy Puppet Syndrome نظراً لأن مشية المصابين بها تشبه حركات الدمية التي يتم تشغيلها بالخيوط ،وأنهم يظهرون في أغلب الأوقات ضاحكين ومبتسمين .
( وفاء الشامي ،2004،113)
وتعد متلازمة أنجلمان من الاضطرابات الجينية النادرة ، حيث يقدر نسبة حدوثها مابين 1: 15.000 إلى 1 : 30.000 ولادة حية ، وينتشر هذا الاضطراب بشكل متساوٍ بين الذكور و الإناث ، إلا أنه يكثر انتشارها لدى الجنس القوقازي . وقد أُكتشفت هذه المتلازمة سنة 1965 على يد الطبيب الإنجليزي هاري أنجلمان .
وعن أسباب متلازمة أنجلمان تحدث نتيجة:
1) حذف أو فقد لأجزاء من الكروموسوم 15 القادم من الأم ، وكان ذلك لدى 70 : 75% من الحالات .
2) تنظيم غير طبيعي في الكروموسومات ، وكان ذلك في 2% من الحالات .
3) طفرة في الجينUBE3A الواقع في الكروموسوم 15 ،ووجد ذلك في 3 : 5% من الحالات .
4)أسباب غير معروفة في 19% من الحالات .

خصائص الأطفال المصابين بمتلازمة أنجلمان :

o تأخر حاد في النمو .
o غياب اللغة أو أقل استعمال للكلمات .
o اضطراب في الحركة أو التوازن مع حركات غير متناسقة وأطراف مرتجفة .
o عادات سلوكية:مثل: ضحك متكرر،سهولة الاستثارة،رفرفة اليد، مدى انتباه قصير.
o صغر حجم الدماغ في سن الثانية .
o ظهور نوبات صرع فيما بين سن 8 : 24 .
o شذوذ في رسام المخ الكهربي .
o وجود حول في العين .
o اضطرابات في حركة اللسان وفي المص وفي البلع .
o نقص في أنسجة الجلد والعين .
o إفراط حركي ناتج عن أفعال منعكسة للأوتار .
o بروز الفك .
o بروز اللسان مع سيلان اللعاب المتكرر.
o شدة الولع بالماء .
o تفلطح الدماغ من الخلف .
o رفع الذراعين عند المشي .
o اضطرابات في النوم .
( Lariccia,J., & Whyte,M.,2000) 

متلازمة ويليام :

لاحظ وليام (وهو اختصاصي بأمراض القلب من نيوزيلندا) عام 1961 أن فئة صـغيرة من مرضاه الأطفال كانوا يتشابهون في عدة خصائص. فإضافة إلى إصابتهم بعيوب خِلقية في القلب كانت لهم ملامح وأشباه مميزة( مثل ارتفاع طرف الأنف إلى أعلى و صغر في الذقن) ولديهم ضعف في المهارات العقلية.وكان ضيق المنطقة التي فوق الصمام الأورطي مباشرة أكثر المشكلات القلبية شيوعا بينهم . ومنذ ذلك الوقت، لاحظ الأطباء أعراضاً أخرى في وقت مبكر من العمر. ففي السنة الأولى من العمر، قد يجد هؤلاء الأطفال صعوبة في الرضاعة وقد يعانون من "مغص في المعدة" والإمساك. كما يتصف الكثير منهم بشدة الحساسية للضوضاء والأصوات العالية. وبعضهم لدية فتق في أسفل البطن .ويرتفع عند العديد منهم ارتفاع في مستوى الكالسيوم في الدم. وعند البلوغ قد تخشن أصواتهم ويبدون متأخرين في نموهم الجسمي وقصر بعض الشيء في طول القامة . يصحب ذلك تأخر في الجلوس والمشي فهم يبدؤون المشي في المتوسط في سن 21 شهرا ، وغالبا ما تكون حركات أيديهم الدقيقة ضعيفة بعض الشيء. وعند مقارنتهم بنظائرهم، ويبدو أنهم يشيخون في وقت مبكر (فيشيب شعرهم وتتجعد بشرتهم على سبيل المثال في وقت مبكر نسبيا).وتحدث متلازمة ويليام بمعدل حالة واحدة لكل 20.000 : 50.000 ولادة حية على امتداد العالم.

الأسباب الجينية لمتلازمة ويليام :

في عام 1993 اكتشف الأطباء أن سبب متلازمة ويليام هو فقدان قطعة صغيرة جدا من إحدى نسختي الكروموسوم (الصبغة) رقم سبعة. ويتوقع أن هذه القطعة المفقودة تحتوي على حوالي 15 جين(جين) أو أكثر. من هذه الجينات جين يدعى إيلاستين Elastin وينتج هذا الجين بروتين يسمى بنفس الاسم ويدخل في تكوين الأنسجة الضامة التي تدعم جدران العديد من الأوعية الدموية والأربطة والجلد(وهذا يفسر ضيق الشريان الأورطي و مرونة المفاصل والفتق وتجعد البشرة في وقت مبكر في هؤلاء الأطفال). ومن الواضح اليوم أن الطفرة في جين ايلاستين تحدث في نحو 95%من مرضى متلازمة ويليام .
ومن الجينات الموجودة على الكروموسوم السابع كروموسوم يدعى " ليم"LIM- والذي ينشط في الدماغ، وهذا يشير إلى إمكانية تأثيره في نمو الدماغ وقيامه بوظائفه. ولكن الوظائف الدقيقة التي تقوم بها بروتين هذا الجين غير معروفة،وقد يمكن الكشف عنها في السنوات القليلة القادمة.
و قد يؤثر في القدرة على إدراك العلاقات المكانية. وقد يساعد هذا الدور الوظيفي لجين "ليم" على تفسير سبب صعوبة رسم أشياء شائعة بسيطة من الذاكرة بشكل مضبوط لدى أطفال متلازمة ويليام .
وهناك جين آخر في نفس المنطقة من كروموسوم 7و ويسمىRFC2.وينتج هذا الجين نوع من البروتين له علاقة بنسخ الـ DNA ،ولكن إسهامه في متلازمة ويليام لم يثبت حتى الآن. 
( Noll, P., & Mclaren,B.,2001) 

خصائص الأطفال المصابين بمتلازمة ويليام :

إضافة للخصائص السابقة هناك بعض السمات يمكن تحديدها فيما يلي :
o التخلف العقلي في 75% من الحالات .
o أوزان أطفال متلازمة ويليام عند الولادة اقل بقليل من المتوسط الطبيعي.كما قد ينمون بشكل بطيء في السنوات الأولى من العمر.وعند البلوغ تكون أطوالهم اقل بقليل عن مستوى أقرانهم.وتشيع في السنوات الأولى من العمر مشاكل التغذية والرضاعة.
o اكثر من 75% من أطفال متلازمة ويليام لديهم عيب خِلْقِي في القلب أو الأوعية الدموية المحيطة به. ويعتبر ضيق الشريان الأورطى ( في المنطقة التي تلي الصمام الأورطي) وضّيق الشّرايين الرّئويّة من أكثر هذه العيوب انتشارا بينهم.
o ضحك دون سبب معروف .
o الانسحاب .
o مشكلات شبيهة بالتوحد مثل الروتين وصعوبة في المهارات الحركية وشدة الحساسية للضوضاء والأصوات العالية ، أو لأصوات معينة .
o يصحب ذلك تأخر في الجلوس والمشي فهم يبدؤون المشي في المتوسط في سن 21 شهرا ، وغالبا ما تكون حركات أيديهم الدقيقة ضعيفة بعض الشيء.
o يكثر في السنة الأولى من العمر ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم مما يسبب بكاء الطفل بشدة بشكل يشبه المغص. ويُذكر أن أسباب هذا الارتفاع غير معروف لدى الأطباء ..
o موهبة موسيقية فذة. فيصغون إلى الموسيقى ويغنون ويعزفون على الآلات بشكل مدهش.وبعضهم لدية قدرة تامة أو شبه تامة على تعيين طبقة الصوت pitch وإحساس فائق بالإيقاع . وقد يحفظ بعضهم موسيقى معقدة لسنوات عديدة ويتذكرون ألحانا وأغاني شعبية طويلة.ويستطيع بعضهم الإنشاد بألحان متناغمة، ويرتجلون ويلحنون القصائد الغنائية بسهولة.
o صعوبة في استخدام قواعد النحو مثل تصريف الأفعال وتعيين صيغة الجنس من تأنيث وتذكير وكذلك صيغة الجمع.
o انخفاض في هرمون الغدة الدرقية.
o الأسنان في العادة اصغر من الطبيعي وتكون الفراغات بين الأسنان كبيرة. وقد يكون هناك عدم تطابق للأسنان بشكل صحيح . ( Edelson , S., 2000 ) 


نماذج لبعض الاضطرابات النمائية الناتجة عن الاضطراب الجيني

ثانياً --- الاضطرابات الناتجة عن شذوذ في كروموسومات الجنس :


اضطراب كروموسوم اكس الهش : Fragile X

يوجد الجين المسبب لمتلازمة كروموسوم اكس الهش على الذراع الطويلة لكروموسوم اكس .وقد اكتشف هذا الجين في عام 1991و أطلق عليه اسم ( FMR1) . وبعد اكتشاف الجين اتضح أن الجين عند المصابين بالمرض به طفرة وراثية تمنعه من العمل بشكل طبيعي فلا ينتج المادة التي كان من المفروض أن ينتجها وهي نوع من البروتين.بينما الحاملون للمرض يكون لديهم طفرة في الجين ولكن لا يوجد نقص مؤثر في إنتاج هذه المادة البروتينية. يطلق الأطباء كلمة طفرة كاملة( Full Mutation ) على المصابين بالمرض وطفرة جزئية (Permutation)على الحاملين . 
تعتبر متلازمة كروموسوم اكس الهش مرضاً وراثياً.وبما أن الجين FMR1موجود على كروموسوم اكس فإن الرجل المصاب أو الحامل للمرض يعطي الجين المصاب بطفرة جزئية أو كاملة إلى بناته ولا ينتقل إلى أولاده الذكور أبدًا..بينما الأم الحاملة أو المصابة بالمرض تنقل الجين المصاب بطفرة جزئية (وهذا هو الغالب) أو طفرة كاملة إلى بناتها و أولادها.و في العادة تكون الأم هي التي تنقل المرض إلى أولادها وبناتها لأنه في كثير من الأحيان تكون الأم غير مصابة بالمرض بل حاملة له فقط(لديها طفرة جزئية).وقد لا يظهر المرض في كل الأجيال خاصة إذا كان النساء في هذه العائلة حاملات للمرض فقط ولم يولد لهن أبناء ذكور مصابون.
ويقع داخل الجين المسبب لمتلازمة كروموسوم اكس (FMR1 ) قطعة قابله للتمدد و لانكماش. وهي عبارة عن سلسلة ثلاثية من القواعد النووية مصفوفة جنب بعضها البعض وبشكل متكرر.وتتراوح عدد هذه السلسلة الثلاثية بين شخص و أخر و لكنها لا تتعدى أكثر من 52 قطعة ثلاثية.ولكن بعض الأشخاص يكون العدد أكثر من ذلك.و يسمى الشخص الذي لديه جين عليه أكثر من 52 قطعة ثلاثية ولكنها اقل من 200 انه حامل لطفرة جزئية وفي العادة لا يكون لدية أي عرض من أعراض المرض.والشخص الذي لدية جين عليه أكثر من200 قطعة ثلاثية فان لدية طفرة كاملة وقد تختلف الأعراض بين الذكور والإناث. وبما أن الجينات تنتقل من الآباء إلى الأبناء فإن الجين FMR1 أيضاً ينتقل من جيل إلى أخر.ولكن المهم في الأمر أن الشخص الحامل لطفرة جزئية(كان رجلا أو امرأة) أي لديه أكثر من 52 و أقل من 200 قطعة ثلاثية عندما يعطيها لأحد أبنائه أو بناته ، فإن القطعة الثلاثية قد تمتد فتتعدى الحد الطبيعي وبذلك يصاب الطفل الذي يحصل على هذه القطعة الممتدة بمتلازمة كروموسوم أكس الهش.يزيد احتمال التمدد في الجين المصاب بطفرة جزئية إذا انتقلت من الأم أكثر منها عندما تنتقل من الأب . 

الأعراض الشائعة :

أعراض متلازمة كروموسوم اكس الهش متفاوتة وفي العادة تشمل ما يلي: 
o إعاقات عقلية تتراوح بين صعوبات تعلم إلى تأخر عقليّ 
o قصور في الانتباه و نشاط مفرط 
o قلق و مزاج متقلبّ 
o سلوكيات مشابهة للمصابين بمرض التوحد 
o استطالة الوجه, آذان كبيرة , تسطّح باطن القدم , 
o ليونة في المفاصل, بخاصّة مفاصل الأصابع.
o نوبات من الصرع تصيب نحو 25% من الأفراد المصابين . 
o إصابة الأولاد أكثر شدّة منها في البنات . فبينما يصاب معظم الأولاد بتأخر العقليّ , فان ثلث إلى نصف عدد البنات يصبن بتأخر عقلي ملحوظ , والباقي من البنات يكن طبيعيات من الناحية العقلية او يكون لديهن فقط صعوبات في التعلم.بينما يعاني كلا الجنسين من اضطرابات سلوكية وعاطفية

متلازمة ريت : 

متلازمة ريت هى إحدى اضطرابات النمو الشاملة ، والتي تعتبر من أشد إعاقات تلك المجموعة ، من حيث تأثيرها على مخ الفرد المصاب وفقدانه القدرة على الاحتفاظ بما اكتسبه من خبرات ، وما تعلمه من مهارات ( كالمشي والكلام .... الخ) ، وكثيرا ما يصاحبها درجة من درجات التخلف العقلي .
بالإضافة إلى ما تسببه له من إعاقات حركية أو إعاقة تواصل ونوبات صرعية تزيد من إعاقته عنفا ومن الجهود اللازمة لرعايته وتأهيله تعقيدا، وهى إعاقة تصيب البنات وتبدأ أعراضها فى الظهور بعد الشهور الستة أو الثانية عشر الأولى من عمرها ، ويعتقد العديد من الباحثين أنها ذات أساس وراثي له علاقة بالكروموسوم X ، وتحدث بمعدل حالة واحدة من كل 10000 ولادة حية ، ولو أن المعتقد أنها أكثر من ذلك انتشارا لأن كثيراً من حالاتها تشخص خطأ على أنها حالات توحد أو شلل دماغي .
ومع التقدم العلمي وزيادة المعلومات المتوافرة عن هذه الإعاقة خلال عقد التسعينيات بدأت تقل أخطاء تشخيصها وتبين أنها أكثر انتشارا ، ولو أنه نظرا لحداثة المعرفة العلمية بها لا توجد حتى الآن إحصاءات أكثر دقة عن مدى انتشارها .

أعراض متلازمة الريت 

فيما يلي عدد من الأعراض التي سجلها واتفق عليها معظم الأطباء والأطباء النفسيين وأسر الأطفال المصابين بهذه الإعاقة وتشمل :-

1- بعد مرحلة نمو طبيعي جسميا ووظيفيا لمدة 6 - 12 شهر أو أكثر بعد الميلاد ، يبدأ توقف وتدهور ملحوظ في النمو مع قصور في المهارات التي كانت الفتاة قد اكتسبتها خلالها ، ويبدأ ظهور تلك الأعراض في الرأس بشكل واضح فيصبح غير مناسب مع عمر الفتاة مما يترتب عليه نقصان حجم المخ لأكثر من 30% من حجمه الطبيعي في تلك السن .
2- زيادة سرعة التدهور مع حركات غير هادفة لاإرادية وأوضاع غير طبيعية لليدين وحدوث طرق وتصفيق غير إرادي بالأيدي عند سن 24-30 شهر، وترنح وخلع حركي ملحوظ في المشي والحركات الإرادية ونوبات بكاء وصراخ مفاجئة أو ضحك دون سبب يذكر .
3- طحن شديد مسموع فى الأسنان والضروس يزداد أثناء النوم مع عدم ظهور أى شعور بالألم نتيجة لذلك .
4- تتميز الفتاة بقصر الطول وصغر حجم الجسم بالنسبة لعمرها الزمنى ، وذلك بسبب قصور أو توقف النمو الجسمي .
5- اضطرابات واختلال التآزر الحركي ، وخاصة في الأرجل والنصف الأسفل للجسم ، وفى استعمال الأذرع وأصابع اليد مع ضعف عام أو قصور في كثافة عضلات الجسم كما لو كانت الفتاة مصابة بشلل بطئ ينتهى بالحاجة إلى كرسي متحرك ، وفى بعض الحالات لا تتعلم الفتاه المشي أصلا .
6- حركات لا إرادية أو انتفاضية قسرية تظهر فجأة دون توقع لأجزاء مختلفة من الجسم وخاصة في البطن والشفتين وأحيانا بالأطراف .
7- تذبذب سريع ملحوظ في مقلة العين وفى بعض الأحيان تصلب في عضلات الرقبة مما يجعل الرأس واتجاه النظر إلى أعلى .
8- اضطراب وتهتهة في الكلام وعدم القدرة على تكوين جمل سليمة ذات معنى .
9- تعانى معظم حالات الريت من صعوبة في المضغ والبلع والتنفس مع اضطراب وظيفي في التنفس يتمثل في التذبذب بين تنفس سريع ، ثم يليه نقص شديد في سرعة التنفس ولكنه غالبا ينتظم أثناء النوم .
10- إن أشد الأعراض تأثيراً على إعاقة الفتاة المصابة بالريت ، هو عدم قدرة الفتاه على الحركة نتيجة القصور الذي يبدوا أنه يصيب معظم أو كل عضلات أعضاء الحركة ، أو ما يعرف باسم الأبراكسيا Apraxia ، حيث ترغب الفتاة في التحرك أو أداء أي نشاط حركي وتحاول ذلك فعلا ولكنها تعجز عن أدائها أو تحقيق أهدافها ، فجميع حالات الريت تحتاج إلى مساعدة في أداء كافة الأنشطة الحركية التي تتطلبها الحياة اليومية العادية ، بما في ذلك تناول الطعام وارتداء أو خلع للملابس أو قضاء الحاجة في الحمام أو النظافة وغسل الأيدي أو الاستحمام .
- وقد وجد أن 25% من حالات الريت لا يكتسبون مهارات المشي أصلا وأن نصف ممن يتعلمون المشي مبكرا في حياتهم يعانون من فقدان تلك القدرة لاحقا ، وأن نسبة عالية للغاية منهم تصاب بانحناء في العمود الفقري قد تصل إلى 45 درجة وتحتاج علاجا جراحيا لإعادته إلى الوضع الطبيعي المعتدل .
11- استمرار التدهور في القدرات والوظائف الذهنية قد يزداد فى بعض الحالات إلى ما يشبه الخبل العقلي أو الجنون التفسخي ، وتتدهور العمليات العقلية والحُكم السليم والانفعالات كتلك التي تحدث في الشيخوخة مع فقدان الذاكرة كلياً أو جزئياً .

طرق علاج التوحد

طرق علاج التوحد
طرق علاج التوحد

 البرنامج التعليمي المكثف 

2- التدخل الطبي الحيوي Bio medical Intervention 

1– التعليم والتدخل المبكر :
او ما يسمي Early Intervention حيث ان التدخل المبكر مهم جدا فى السن المبكرة ويتم ذلك بوضع خطة فردية للطفل على حسب قدرته التعليمية , وذلك بعمل اختبار( التعليم النفسي )( psych educational profile ) 


او ما يسمى اختصارا اختبار بيب PEP TEST 



•وهناك عدة برامج منها التحليل السلوكي أو ما يسمي 
ABA -applied behaviour analysis وأحيانا يسمي LOVAAS 
•ايضا هناك برنامج تيتش TEACCH من نورث كارولينا والذي يعتمد على تنظيم البيئة بشكل نظري واستعمال الجداول .. 
•هناك برنامج بكس PECS الذي يقوم على اساس تبادل الصور .. 
•وأيضا هناك برامج جديدة مثل فلور تايم FLOOR TIME 

2- التدخل الطبي الحيوي Bio medical Intervention 

وهو ما يسمي Biomedical intervention او برتوكول دان DAN 
ويتبنى هذا الجانب مركز ابحاث التوحد فى امريكا الذى يحمل شعار ( ان التوحد قابل للشفاء) Autism Research Institute فكرة هذا البروتوكول هو يهدف الى معالجة بعض المشاكل الصحية التى قد تكون موجودة لدى الطفل والكشف عنها بتحاليل مخبريه فى مختبرات متخصصة فقط فى أمريكا....مثل معالجة مشاكل الجهاز الهضمي ووجود الفطريات بالأمعاء وضعف الجهاز المناعي وحساسية الطعام وإزالة المعادن الثقيلة 

يؤكد الأطباء أن العلاج من التوحد يعتمد بشكل كبير على تشخيص الحالة بدقة وأن أسلوب التشخيص يعتمد على توفر شروط سلوكية معينة، وعلاج التوحد شأنه شأن سائر اضطرابات النمو يجب أن يبدأ في مراحل مبكرة ويستمر طويلا ويتم بوسائل متعددة.

وقد حرص العلماء وخبراء الطب النفسي على اللجوء إلى طريقة جديدة للعلاج وذلك لعدم توفر طريقة أو دواء بعينه يساعد في علاج حالات التوحد، حيث تعتمد هذه الطريقة على شقين أولهما "العلاج التأهيلى" ويتمثل في العلاج بالتخاطب فيكون لمواجهة قصور النموّ اللغوي والقدرة على الاتصال والتواصل الاجتماعي، والعلاج النفسي فيكون للطفل الذي يعاني من تأخر في اللغة، حيث يساعد العلاج النفسي في ضبط وتعديل السلوك وثانيهما "العلاج الدوائي" ويعتمد على تناول مجموعة من الأدوية يكون الهدف منها تخفيف حدة هذا السلوك غير الطبيعي حتى يستطيع الطفل أن يمارس حياته التعليمية والاجتماعية بشكل سوى إلى حد ما.


· دور الفيتامينات في علاج التوحد


كثر الجدل في العشر سنوات الأخيرة حول فائدة مكملات الفيتامين والمعادن في علاج أعراض التوحد وتحسينها.

حيث أوضحت الدراسات أن بعض الأطفال تعانى من مشاكل سوء امتصاص الأطعمة ونقص في المواد الغذائية التي يحتاجها الطفل نتيجة لخلل في الأمعاء والتهاب مزمن في الجهاز الهضمي مما يؤدى إلى سوء في هضم الطعام وامتصاصه بل وفي عملية التمثيل الغذائي ككل.

لذلك نجد مرضى التوحد يعانون من نقص في معدلات الفيتامينات الآتية: أ، ب1، ب3، ب5 وبالمثل البيوتين، السلنيوم، الزنك، الماغنسيوم، بينما على الجانب الآخر يوصى بتجنب تناول الأطعمة التي تحتوى على نحاس على أن يعوضه الزنك لتنشيط الجهاز المناعي.

وتوصى أيضاً بعض الدراسات الأخرى بضرورة تناول كميات كبيرة من الكالسيوم ومن أكثر الفيتامينات شيوعاً في الاستخدام للعلاج هو فيتامين (B) والذي يلعب دوراً كبيراً في خلق الإنزيمات التى يحتاجها المخ، وفي حوالي عشرين دراسة تم إجراؤها فقد ثبت أن استخدام فيتامين (B) والماغنسيوم الذي يجعل هذا الفيتامين فعالاً يحسن من حالات التوحد.

هذا بالإضافة إلى الفيتامينات الأخرى مثل فيتامين "ج" والذي يساعد على مزيد من التركيز ومعالجة الإحباط.

· Serotonin Re-Uptake Inhibitor
اكتشف الباحثون ارتفاع معدلات (Serotonin) في مجرى الدم لحوالى ثلث حالات الأطفال التى تعانى من التوحد، وباستخدام هذه العقاقير التى تعادل الأعراض ومنها:

- (Clomipramine (Anafranil - (Fluvoxamine(Luvox - (Fluoxetine(Prozac

- لوحظ استجابة الأطفال من قلة حدة: - السلوك المتكرر. - التهيج والاستثارة. - السلوك العدائى. - تحسن ملحوظ في الاتصال العينى مع الآخرين والاستجابة لمن حولهم.

· الأنواع الأخرى من العقاقير لم يتم دراستها جيداً، كما أنه من المحتمل وجود آثار جانبية لها ومنها: – Elavil – Wellbutrin – Valium – Ativan – Xanax
· أدوية مضادة للاضطرابات العقلية Anti-psychotic - وهذه الأدوية هى في الأصل لعلاج الانفصام الشخصى وتقلل من:
- فرط النشاط.
- السلوك العدوانى.

- السلوك الانسحابى وعدم المواجهة.


وقد اعتمدت أربعة عقاقير منها:


– (Clozapine (Clozaril

– (Risperidone (Risperdal

– (Olanzapine (Zyprexa

– (Quetiapine (Seroquel

ولكن من المحتمل أن يكون لها آثاراً جانبية.

· أدوية محفزة
وهى تستخدم بشكل أساسي للأطفال التي تعانى من نقص الانتباه لعلاج فرط النشاط ومنها:

– Ritalin

– Adderall

– Dexedine



- أحدث طرق العلاج التأهيلى للتوحد 


يسبب علم الآباء والأمهات بتشخيص التوحد عند طفلهم الكثير من القلق والتشويش لهم، وقد يغضبون و يحاولون رفض التشخيص وعدم قبوله في البدء، وهم بهذه الحالة بحاجة للدعم النفسي ومن ثم تركيز الجهود على كيفية علاج الطفل ومساعدته على النمو الطبيعي كلما أمكن، وعليك كشخص مسئول عن طفل مصاب بالتوحد أن تعلم أن الطفل التوحدى يتعلم بشكل رئيسي من خلال اللعب ويجب بالتالي مشاركته باللعب 

وهذه بعض النصائح للتعامل مع الطفل المصاب:

- حاول أن تكون متفقاً مع الطفل و لديك إلى حد ما روتين منزلي و خارج المنزل.

- اجعل للطفل مكاناً يشعر فيه بالراحة و الأمان

- قم بالثناء على الطفل كلامياً و عزز ثقته بنفسه فعند قيامه بعمل ما أتركه لفترة إضافية يلعب مع لعبته المفضلة وحاول مشاركته في كل الأنشطة التي يهتم بها.

- قدم له المعلومات عن طريق الصور و الرسوم و لغة الإشارة و الرموز إضافةً للشرح بالكلام

- أظهر له الحب والحنان ما أمكن رغم رفضه لها أحيانًا.

- حاول أن تضم الطفل إلى مجموعة الأطفال المصابين بمرضه للعلاج الجماعي في منطقتك.

- تحديد ما يرغب فيه الطفل من لعب ومشاهدة برامج معينه أو سماع أغاني معينه ومحاولة تحقيقه له، واجتناب ما يضايقه.

علاج التوحد بالغذاء

علاج التوحد بالغذاء
علاج التوحد بالغذاء

التوحد من أهم الحالات المدمرة التى لا تؤثر فقط على الأطفال، بل أيضا على جميع أفراد الأسرة. إن عجز الطفل عن أداء أبسط احتياجاته اليومية وعدم قدرته على التواصل اجتماعيا مع العالم الخارجى، بل وأيضا عدم قدرته على التعبير عن نفسه أو احتياجاته داخل أسرته يؤدى حتما إلى خلق أسرة غير فاعلة فى المجتمع، وحالة من الإحباط واليأس بداخلها.

إن النظرة لحالات التوحد على أنها أمراض عصبية المنشأ بدأت تتهاوى الآن. أحدث الأبحاث العلمية والتجارب الإكلينيكية الحالية بدأت فى الكشف عن الأسباب الكامنة الحقيقية وراء هذه الحالات التى أصبحت ظاهرة متصاعدة عاما بعد الآخر.

إن هذه الأبحاث أثبتت أن الخلل ينشأ من اضطراب بيوكيميائى داخل جسم الطفل؛ لذلك أصبح التوحد يعرف بأنه مرض عضوى تظهر أعراضه فى شكل اضطرابات سلوكية وسيكولوجية.

ما دور وحجم التدخل الغذائى؟ لا يوجد حل واحد يناسب الجميع؛ فهؤلاء الأطفال لديهم استعدادات وراثية مختلفة، ثم تم تعرضهم لظروف بيئية متفاوتة، مما أدى إلى اختلاف كبير فى نوع وحجم الخلل البيوكيميائى والعضوى لديهم، لكنهم فى نهاية المطاف فى نفس الفصل يتلقون نفس العلاج السلوكى والتأهيل النفسى. وفقا لذلك فإن نوع التدخل الغذائى والبيولوجى المطلوب يختلف من طفل لآخر. إجمالا، الهدف فى التدخل هو تصحيح المسار البيوكيميائى مثل التمثيل الغذائى للمثيونين، أو تعويض النقص الشديد فى بعض العناصر الغذائية المهمة التى تعجز أجسادهم عن امتصاصها واستغلالها بشكل كامل مثل فيتامين «بى 12» و«بى 6» والماغنسيوم، أو استبعاد بعض البروتينات المؤثرة سلبا على الجهاز الهضمى، أو علاج اضطرابات الجهاز الهضمى الحادة، الخطة العلاجية تعتمد بشكل أساسى على التشخيص الدقيق للأسباب المؤدية للحالة.

ما الرابط بين الجهاز الهضمى والمخ؟ عندما يولد الطفل تكون أمعاؤه معقمة تماما، وفى حالات الولادة الطبيعية والإرضاع الطبيعى الفورى مع لحظات الميلاد الأولى، يتلقى الطفل المناعة الطبيعية وخط الدفاع الأول للأمعاء. كما يتلقى أنواعا متنوعة من البكتيريا الصديقة التى تشكل جزءا من المناعة للأمعاء عندما تتكاثر مكونة مستعمرات داخلها، وبالتالى نضمن البيئة الصحية داخل الأمعاء والتوازن الصحى للبكتيريا والخمائر (ميكروبيوتا). لقد تم اكتشاف أن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم خلل شديد فى هذا التوازن، ما يؤدى إلى التهابات فى الجهاز الهضمى وإفراز لكميات كبيرة من السموم من خلال البكتيريا والخمائر الضارة، تسرب السموم إلى الدورة الدموية ومنها إلى المخ ويحدث بعض الأعراض المتعارف عليها لدى حالات التوحد، بالإضافة إلى تعطيل عمليتى الهضم والامتصاص بشكل سليم مما يزيد الحالة تعقيدا.

كان هذا جزءا صغيرا من المعادلة؛ فهناك أطفال متوحدون وُجد لديهم نقص شديد فى الإنزيم «دى بى بى 4» المسئول عن تكسير بروتين الحليب وبروتين الجلوتن الموجود بشكل رئيسى فى القمح، وعندما تتسرب أجزاء من هذه البروتينات إلى المخ من خلال الدورة الدموية، تتفاعل مع مراكز معينة فيه لتحدث تأثيرا مشابها لتأثير المورفين، وبالتالى تتشابه بعض أعراض التوحد مع مدمنى المورفين، مثل الانعزالية وتدنى الإحساس بالألم والاهتزاز بشكل متكرر وردود الفعل غير المناسبة للموقف والهوس.

أيا ما كان السبب: خلل فى مسار بيوكيميائى، أو نقص شديد فى عناصر غذائية مهمة، أو عدم القدرة على هضم بروتينات بالكامل، أو خلل فى البيئة الحيوية للأمعاء، أو زيادة نسبة المعادن السامة فى الجسم مثل الزئبق والرصاص، أو زيادة نسبة الأكسدة فى الجسم، فإن المعامل المتخصصة قد أضاءت لنا الطريق، فأصبح من السهل تحديد نوع الخلل وحل المعادلة، فما كان بالأمس مستحيلا أصبح اليوم ممكنا، فمن الممكن علاج التوحد اليوم كأى مرض عضوى آخر، وأيضا بالإمكان التدخل أثناء الحمل لحماية الجنين من التوحد بالتغذية السليمة وبعض المكملات الغذائية.

علاج التوحد

علاج التوحد

علاج التوحد

يحاول علاج التوحد التخفيف من مظاهر العجز والسلوكيات الشاذة المرتبطة بـ التوحد وغيره من اضطرابات طيف التوحد (ASD) وتحسين نوعية الحياة والارتقاء بالاستقلال الوظيفي للأفراد المصابين بالتوحد، وبخاصة الأطفال.

وعادة ما يُهيأ العلاج حسب احتياجات كل طفل. لذا ينقسم العلاج إلى فئتين أساسيتين وهما: التدخلات التعليمية والإدارة الطبية. وكذلك يتم توفير برامج تدريبية ودعم للعائلات التي لديها أطفال يعانون من اضطرابات طيف التوحد.

لذا تعاني الدراسات الخاصة بالتدخلات من مشاكل منهجية تَحول دون التوصل إلى استنتاجات مؤكدة خاصة بـ الفعالية.
 وعلى الرغم من وجود بعض الدلالات الإيجابية للعديد من التداخلات النفسية الاجتماعية والتي تُشير إلى أن بعض أنواع العلاج أفضل من عدم وجود علاج على الإطلاق، إلا أن الجودة المنهجية الخاصة بـالمراجعات النظامية الخاصة بهذه الدراسات كانت سيئة نسبيًّا، وتكون نتائجها السريرية مؤقتة، وهناك أدلة قليلة نسبيًا عن الفعالية النسبية لخيارات العلاج.

 ومن الممكن أن تقوم برامج التربية الخاصة المستمرة والمكثفة والعلاج السلوكي في وقت مبكر من العمر بمساعدة الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد في اكتساب مهارات الرعاية الذاتية والمهارات الاجتماعية والوظيفية، وغالبًا ما تنجح هذه البرامج في تحسين الأداء الوظيفي للأطفال والحد من الأعراض الخطيرة والسلوكيات غير القادرة على التأقلم؛ ولم يتم حتى الآن إثبات النظرية التي تشير إلى أن التدخل في سن الثلاث سنوات هو أمر حاسم لهؤلاء الأطفال.

 تشتمل المناهج المتاحة على التحليل السلوكي التطبيقي (التحليل السلوكي التطبيقي) والنماذج التطويرية والتعليم البنّاء وعلاج أمراض النطق واللغة وعلاج المهارات الاجتماعية والمعالجة المهنية. وتتميز بعض التدخلات التعليمية بفعالية لدى الأطفال: إذ أثبت أسلوب علاج التحليل السلوكي التطبيقي المكثف فعاليته في تحسين الأداء لدى أطفال الروضة على مستوى العالم كما أن هذا الأسلوب مرشح لتحسين الأداء الذهني للأطفال الصغار.

 ونادرًا ما تصل تقارير علم النفس العصبي والفسيولوجي إلى المُعلمين، مما يؤدي إلى وجود فجوة بين ما يُوصي به التقرير وما يُقدمه التعليم.
 بينما أظهرت الأبحاث المحدودة التي أجريت على تأثير البرامج الداخلية للبالغين، أظهرت نتائج مختلفة.

وهناك العديد من الأدوية التي تُستخدم في علاج المشاكل المرتبطة باضطراب طيف التوحد. وقد تم وصف علاجات المؤثرات العقلية أو مضادات الصرع لما يزيد على نصف الأطفال الأمريكيين المصابين باضطراب طيف التوحد، علاوة على أنواع العقاقير الأكثر شيوعًا وهي مضادات الاكتئاب والمنشطات ومضادات الذهان.

وبصرف النظر عن مضادات الذهان، هناك أبحاث قليلة موثوق بها حول فعالية أو سلامة العلاج بالعقاقير للمراهقين والبالغين المصابين باضطراب طيف التوحد.

ومن ثم فربما يستجيب الشخص المصاب باضطراب طيف التوحد بصورة غير معتادة للأدوية، ويمكن أن يكون للأدوية تأثيرات سلبية، حيث لم تتمكن الأدوية المعروفة من علاج أعراض التوحد الأساسية الخاصة بالإعاقات الاجتماعية وإعاقات التواصل.
وهناك العديد من العلاجات البديلة والتدخلات المتاحة، بدءًا من الأنظمة الغذائية الاستبعادية حتى العلاج بالاستخلاب. والقليل من هذه العلاجات مدعوم من خلال دراسات علمية.

وتفتقر طرق العلاج إلى الدعم التجريبي في سياقات نوعية الحياة، لذا تركزت العديد من البرامج على معايير النجاح التي تفتقر بدورها إلى الصحة التنبؤية كما تفتقر إلى العلاقة بالعالم الحقيقي.

 لذا تبدو الأدلة العلمية أكثر اهتمامًا بتسويق البرنامج وتيسير التدريب عليه وتلبية طلبات الآباء مقارنة بالاهتمام بمقدمي الخدمات. فحتى لو أنها لم تفد المرضى، فإن العلاجات التحفظية مثل تغيير النظام الغذائي يُتوقع ألا تسبب أضرارًا بصرف النظر عما تسببه من إرباك وما تقترن به من تكاليف.

 ولذلك تُعد العلاجات التوغلية المشكوك في أمرها من الأمور الأكثر خطورة: على سبيل المثال، في عام 2005، تسبب العلاج بالاستخلاب غير المتقن في وفاة طفل في الخامسة من عمره مصاب بالتوحد.

فعلى الرغم من أن العلاج باهظ الثمن؛ فإن التكاليف غير المباشرة أكثر من ذلك بكثير. بالنسبة لشخص ولد في عام 2000، فقد قدرت دراسة أمريكية أن متوسط تكاليف حياته المخصومة تبلغ (2013 دولار، المعدل بحسب التضخم المقدر منذ عام 2003 بحوالي 10% من الرعاية الصحية و30% من الرعاية التعليمية الإضافية وغيرها من أنواع الرعاية و60% من الإنتاجية الاقتصادية المفقودة في حين قدرت دراسة بريطانية أن التكاليف المخصومة الحياتية تبلغ جنيه إسترليني للمصاب بإعاقة ذهنية و جنيه إسترليني للشخص غير المصاب بإعاقة ذهنية (2013الجنيه الاسترليني في عام 2013 المعدل بحسب التضخم منذ عام 2005/06. ولذلك تُعتبر الحقوق القانونية في هذا النوع من العلاج معقدة، وتختلف باختلاف الموقع والعمر وتتطلب تأييد جهات تقديم الرعاية.

وبصفة عامة غالبًا ما تكون البرامج المدعومة من الحكومة غير كافية أو غير ملائمة لطفل معين وتؤدي المصاريف النثرية الطبية أو العلاجية غير المردودة إلى إثارة مشاكل مالية للعائلات ; وقد أثبتت دراسة أجريت في الولايات المتحدة عام 2008 أن متوسط خسارة الدخل السنوي لأسر الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد يبلغ 14%،  كما أشارت دراسة أخرى ذات صلة أن اضطراب طيف التوحد مرتبط بزيادة احتمالية تأثير مشاكل رعاية الأطفال بشكل كبير على وظائف الأبوين.

 وبعد مرحلة الطفولة، تشتمل مصادر العلاج الأساسية  للعلاج من التوحد على الرعاية الداخلية والتدريب المهني والتوظيف والنشاط الجنسي والمهارات الاجتماعية والتخطيط للتصرف بالأملاك.